من الظلم أن نحمل عاملي الأرض والجمهور فوق طاقتهما!!
ومن المبالغة أن نتصور دائما أن الملعب والجمهور يلعبان دور اللاعب رقم( 12 ) في الفريق…
ففي كثير من الأحيان يصبح عامل الملعب والجمهور بلا تأثير أو بمعنى آخر يساوي( صفرا ).
والأمثلة لا حصر لها:
في كأس العالم عام 1982 استضافت إسبانيا النهائيات ،ومع ذلك خرجت من الدور الثاني مفسحة المجال للكبار لاحتكار المنافسة.
وفي الكويت عام 1985 تعادل منتخبنا الوطني مع منتخب الكويت وهو التعادل الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فخرج منتخب الكويت من التصفيات وضاع منه حلم تكرار إنجاز إسبانيا مرة أخرى.
ليعيد منتخبنا نفس السيناريو خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم في روسيا وقطر ولم يعد لغياب اللاعب رقم 12 أي تأثير.
وفي العام 2020 وبسبب جائحة كورونا غاب جمهور الأندية وغاب كما يقال اللاعب رقم 12 في الفريق ولم يتغير شيئ !!
بعد هذه الأمثلة يثور سؤال وهو:
لماذا يتحول عامل الملعب والجمهور فجأة وبلا مقدمات من دور اللاعب رقم 12 إلى دور وهمي ولا تأثير له ؟
والإجابة على هذا السؤال نلخصها فيمايلي:
1- أن تأثير الملعب والجمهور يتلاشى إذا لم تصاحبه إمكانات فنية على أعلى مستوى.
(الجمهور لن يترك الملعب ويسجل أهدافا).
2- الجمهور يمكن أن يتحول عن فريقه وينقلب عليه إذا لم تكن بداية الفريق في البطولة على مستوى الطموح بمعنى أن الجمهور ينظر إلى المباراة الأولى على أنها جس نبض بطبيعة العلاقة التي ستنشأ بينه وبين لاعبي فريقه طوال البطولة
3- أن نظرة الجمهور لفريقه( المضيف) تتأثر أحيانا بطريقة سلبية لشعوره بأن فريقه صعد لنهائيات دون جهد كغيره من المنتخبات وأن مشاركته للكبار جاءت تكريما له لتنظيمه للبطولة.
4- ظاهرة الجمهور الساخن انتشرت في ملاعب كرة القدم والصفة الغالبة عليه أنه لايتحمل تأخر تسجيل فريقه للهدف.
5- أن المؤازرة الجماهيرية أن لم تكن منظمة وبطريقة متعقلة يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية فاللاعب أحيانا يشعر بضغط نفسي كبير خشية عدم رضاء الجمهور عن أدائه مما يفقده جانبا هاما من مهاراته وإمكاناته الفنية.
الإعلامي: محمد ديب…