وقع وزير الصحة والبيئة العراقي حسن التميمي، ونظيره اللبناني حمد حسن، في العاصمة اللبنانية بيروت، اتفاق إطار بين العراق ولبنان عنوانه، النفط مقابل الخدمات الطبية والعلاجية.
وبموجب الاتفاق سيزود العراق، لبنان، بالنفط، مقابل خدمات واستشارات طبية وأكاديمية وتدريبية.
وكان وفد حكومي عراقي يترأسه، وزير الصحة والبيئة، وصل بيروت على متن طائرة، تحمل مساعدات طبية للبنان، خاصة بمواجهة وباء كورونا المستجد، حيث تعاني بلاد الأرز من تفشي الوباء، مع أزمة اقتصادية خانقة.
وتوجه الوزير اللبناني بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، بالشكر والتقدير “إلى الشعب العراقي وحكومته على المبادرة الأخوية، باستقدام جملة من المساعدات، من أجهزة طبية داعمة لوزارة الصحة، في مواجهة وباء كورونا”.
ولفت إلى أنه “ومنذ استقبال الوفد في المطار، شرعت ورش العمل في تنفيذ اتفاقية كانت قد أقرت في سبتمبر 2019 بين الجانبين فيما يخص التعاون الصحي المباشر، بين وزارتي الصحة في البلدين”.
وأكد الوزير اللبناني: “بعد جملة من الزيارات الرسمية، بدأت مع الرئيس عون ثم مع الرئيس بري فالرئيس دياب، وبعد عدة زيارات إلى المؤسسات الاستشفائية الحكومية والخاصة، تم اطلاع الفريق العراقي على كل الخدمات الطبية الراقية والمتقدمة، التي تؤمنها المؤسسات الصحية والاستشفائية، في لبنان وعلى الأصعدة كافة”.
واعتبر أن “الرؤية هي التكامل الثنائي في تقديم الخدمات الصحية، وتطويرها لتشمل بندا إضافيا، بإدراج النفط مقابل الخدمات الطبية والأكاديمية والتدريبية”.
وتابع: “الطرفين أعلنا نواياهما الجدية والصادقة، لتفعيل التعاون وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بينهما والسعي لتطويرها، بما يحقق مصلحة البلدين الشقيقين، ويعزز أواصر الأخوة”.
وأضاف: “حدد الطرفان أولويات التعاون في المرحلة المقبلة، إضافة إلى ما تم الاتفاق عليه سابقا، بموجب مذكرات التفاهم الموقعة بينهما، كما يلي:
أ- التعاون في مجال السياحة العلاجية، الاخلاء والاستقدام الطبيين.
ب- التعاون في مجال ادارة المستشفيات الحديثة في جمهورية العراق، من قبل خبراء لبنانيين وأطقم طبية متخصصة، وسيكون للكوادر اللبنانية، شرف المساعدة في ادارة هذه المؤسسات.
ج- التعاون في مجال التدريب الطبي والصحي، عبر برامج تدريبية تحدد وفق الحاجة، وكذلك السماح للأساتذة اللبنانيين بالتعليم والتدريب، في المؤسسات الصحية والاستشفائية العراقية.
د- التعاون في ضبط معايير الأداء والجودة والاعتمادية، التي يمتاز فيها لبنان، والتي تجريها وزارة الصحة بمواكبة من رؤساء المديريات، والمصالح في الوزارة.
وأعلن أن “الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة فنية مشتركة، للتعاون وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة، إضافة الى إعداد مشروع برنامج تعاوني، وفق الحاجات”.
من جانبه أكد الوزير العراقي أن “إيصال المساعدات للشعب اللبناني، ولدعم وزارة الصحة، هو بتوجيه من رئيس الحكومة العراقية لمواجهة جائحة كورونا”.
وقال: “هذه الزيارة تأتي في خانة التعاون المشترك، بين الشعبين اللبناني والعراقي، لا سيما أن هناك علاقة وطيدة بينهما، كما أنها لن تكون الأخيرة، بل ستكون الزيارات متتابعة من قبل خبراء وفنيين، لمتابعة تطبيق البرامج المشتركة بين البلدين”.
وأضاف “لدينا برامج واتفاقات مشتركة، مع وزارة الصحة اللبنانية، ونتمنى أن تطبق على أرض الواقع، في سبيل دعم القطاعين الصحيين، خصوصا في مجال مواجهة كورونا”.
وحيا الوزير العراقي: “أبطال الجيش الأبيض في وزارة الصحة اللبنانية، بوصفهم المدافعين عن الأمن الصحي اللبناني”.
ويرى أطباء وخبراء في القطاعات الصحية، في العراق وإقليم كردستان، أن هذا الاتفاق هو ضرورة حيوية، للارتقاء بالواقع الصحي العراقي المتأخر، حيث يمتاز لبنان بكفاءاته وكوادره الطبية والعلمية، التي يمكن للعراق عبر هذا الاتفاق، الاستفادة منها والاستعانة بها.
ويقول الطبيب الصيدلاني زامو بختيار، في حوار مع “سكاي نيوز عربية”: “لبنان بلد متقدم، في القطاعات الصحية والدوائية، وتنتشر في السوق العراقية الأدوية والمنتجات الصحية والتجميلية اللبنانية، التي تمتاز بجودتها”.
ويضيف “الناس هنا في كردستان وفي العراق عامة، يثقون بالمنتج اللبناني بشكل عام، والدوائي منه خاصة ويقبلون عليه، وهذا الاتفاق سيسهم حتما، في تعزيز هذه الثقة، وفي خدمة المواطنين العراقيين في المجال الصحي، وسيزيد من حضور لبنان الايجابي، في القطاعات الصحية والدوائية، والعلاجية في العراق”.