قال خبراء وعلماء صحة أميركيون، إنهم لا يعتقدون أن المناعة الجماعية ضد فيروس كورونا المستجد يمكن تحقيقها في المستقبل القريب بسبب انخفاض معدلات التطعيم، مرجحين أن يصبح الوباء تهديدا دائما في الولايات المتحدة لعدة أعوام مقبلة.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن عدد من الخبراء، قولهم إن سلالات “كوفيد 19” الجديدة تتطور بسرعة كبيرة للغاية، مما يحول دون توقع منطقي لبناء ما يعرف باسم “مناعة القطيع”.
وأقر أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأميركي جو بايدن، بتحول في تفكير المختصين، الذين اعتقدوا ذات مرة أن تحقيق المناعة الجماعية بحلول الصيف أمر محتمل.
وأضاف فاوتشي لـ”نيويورك تايمز”، أن الجميع “كان يشعر بالارتباك ويعتقد أن العدوى لن تتراجع حتى الوصول إلى هذا المستوى الغامض من المناعة الجماعية، مهما كان هذا الرقم”، مضيفا أن “هذا هو سبب توقفه عن استخدام مصطلح المناعة الجماعية”.
وأوضح فاوتشي أن “تطعيم عدد كاف من الناس كفيل بتقليل العدوى”.
وأكد مارك ليبسيتش عالم الأوبئة بجامعة هارفارد للصحيفة، أن التطعيم لا يزال هو المفتاح لمكافحة الجائحة.
وأضاف أن المستوى المرتفع من المناعة “ليس مثل الفوز في سباق. عليك بعد ذلك القيام بمزيد من العمل، وعليك أن تستمر في التطعيم للبقاء فوق هذا الحد”.
وقال رستم أنتيا الباحث في علم الأحياء التطوري بجامعة إيموري لـ”نيويورك تايمز”، إنه “من غير المرجح أن يختفي الفيروس، لكننا نريد أن نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أنه قد يتسبب بعدوى خفيفة”.
وقبل أشهر، كان خبراء الصحة العامة، مثل فاوتشي، يتوقعون إمكانية تحقيق المناعة الجماعية عن طريق تحصين حوالي 70 بالمئة من سكان الولايات المتحدة.
ومع بدء ظهور سلالات جديدة، مثل تلك التي تم اكتشافها لأول مرة في المملكة المتحدة، ارتفع هذا الرقم إلى حوالي 80 أو ربما حتى 90 بالمئة.
وأجمع الخبراء في حديثهم لصحيفة “نيويورك تايمز” على أنه “إذا كانت المناعة الجماعية غير قابلة للتحقيق، فسيكون الهدف الأكثر أهمية خفض معدل الوفيات ودخول المستشفيات، مع التركيز على الفئات السكانية الأكثر ضعفا”.
وأشار عالم الأحياء التطوري بجامعة واشنطن، كارل بيرغستروم، إلى أن “أقل ما يمكن القيام به هو محاصرة تفشي الفيروس ومنعه من الانتشار على نطاق واسع”.
وأضاف أن ذلك “سيكون هدفا معقولا للغاية في هذا البلد، حيث لدينا لقاح ممتاز”.
ووفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فقد تلقى 56 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة، حتى يوم الاثنين، جرعة واحدة على الأقل من لقاح مضاد “كوفيد 19″، وأكثر من 40 بالمئة تم تحصينهم بالكامل.