يثير الحمل في بعض الأحيان خوف النساء من تعرضهن لحالات شديدة الخطورة، والتي قد تؤثر على الأم وعلى الطفل بشكل سلبي.
ويقول ثاديوس ووترز، اختصاصي طب الأم والجنين في Rush: “من المهم أن تعرف أن غالبية النساء لديهن حمل ناجح. وقد تكون هناك تحديات للبعض على طول الطريق، وقد تتطلب تقييمات إضافية ورعاية متابعة، ولكن حتى النساء اللواتي يعانين من أكثر المشاكل تعقيدا يكون لديهن حمل وأطفال أصحاء”.
وتظهر الأبحاث أن 8% من جميع حالات الحمل عالية الخطورة. وفي ما يلي خمس حالات صحية شائعة غالبا ما تكون عاملا في حالات الحمل عالية الخطورة وطرق إدارتها لضمان نجاح الحمل والولادة.
1. مرض السكري
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الحمل إلى زيادة خطر إصابة المرأة بمرض السكري من النوع الثاني أو السمنة، كما أنه يزيد من فرصة ولادة الطفل قيصريا. وهناك أيضا مخاطر أعلى للإصابة بالعيوب الخلقية والولادة المبكرة وولادة جنين ميت والعملقة، وهي حالة يولد فيها الطفل أكبر بكثير من المعتاد.
وللمساعدة في إدارة مرض السكري أثناء الحمل، يؤكد ووترز على أهمية استشارة الطبيب بمجرد أن تقرر الحمل.
وأضاف: “يمكن لطبيبك مساعدتك في التحكم في مستويات السكر في الدم وإجراء تعديلات على أدويتك حسب الحاجة. ويمكنهم أيضا فحص وعلاج المضاعفات الأخرى المتعلقة بالصحة بسبب مرض السكري، مثل أمراض العين أو القلب أو الكلى، والتي قد تؤثر أيضا على الحمل”.
وتشمل أفضل الممارسات الأخرى التي يجب مراعاتها قبل الحمل اتباع خطة وجبات صحية والبقاء نشطة وتناول الإنسولين حسب توجيهات الطبيب.
2. السمنة
تميل النساء الحوامل البدينات إلى العمل لفترة أطول، وقد يواجه مقدمو خدماتهم صعوبة في مراقبة الطفل أثناء المخاض. وهذا يمكن أن يزيد من احتمالية الخضوع لعملية ولادة قيصرية. ويمكن أن تؤدي السمنة أثناء الحمل أيضا إلى مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك سكري الحمل وتسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل) وتوقف التنفس أثناء النوم.
ويمكن أن يتعرض أطفال النساء الحوامل اللائي يعانين من زيادة الوزن لخطر الإصابة بعيوب خلقية وعملقة والولادة المبكرة وولادة جنين ميت.
ويؤكد ووترز أن فقدان الوزن قبل الحمل يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر المشكلات التي تسببها السمنة.
ويقول: “من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والعمل مع اختصاصي تغذية، يمكن المساعدة في تحسين الصحة العامة وتمهيد الطريق لحمل أكثر صحة”.
3. ارتفاع ضغط الدم
تتعلق المشكلة الأكثر شيوعا عند النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم بنمو الطفل، أو تقييد النمو داخل الرحم، ما قد يساهم في زيادة خطر ولادة جنين ميت.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن النساء اللواتي لديهن تاريخ من ارتفاع ضغط الدم معرضات بشكل أكبر للإصابة بمقدمات الارتعاج، وهي حالة محتملة الخطورة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات لكل من الأم والطفل. وتشير الدراسات إلى أن تسمم الحمل يحدث في حوالي واحدة من كل 25 حالة حمل.
ويقول ووترز: “إن غالبية النساء اللائي يتعرضن لمخاطر تسمم الحمل لن يعانين من حالة خطيرة، ولكن عدم القدرة على التنبؤ والخوف ما يمكن أن يحدث يمثل تحديا. ويمكن لمقدمي الخدمة الصحية المساعدة في التغلب على ارتفاع ضغط الدم والمشكلات المرتبطة به”.
وإذا كنت حاملا وتعانين من ارتفاع ضغط الدم، يشير ووترز إلى أن فريق الرعاية الخاص بك سيراجع ويراقب عن كثب صحتك العامة، بما في ذلك تاريخك مع ارتفاع ضغط الدم والأدوية والحالات الطبية الأخرى، للمساعدة في إدارة الآثار.
4. العمر
يمكن أن يؤثر الحمل الذي يحدث في عمر متقدم على صحة الطفل، مثل ضعف نمو الطفل والمشكلات الوراثية، وأكثرها شيوعا هي متلازمة داون.
ووفقا للكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، فإن خطر حدوث حمل بمتلازمة داون هو واحد من 353 للنساء اللائي يبلغن من العمر 35 عاما.
ويقول ووترز: “عندما تكبر المرأة، تتقدم البويضات التي ولدت بها أيضا. ومع كل عام، هناك فرصة أكبر قليلا لوجود مشكلة جينية لدى الطفل. ولكن هناك طرقا للمساعدة في تقييم هذا الخطر، مثل العمل مع مستشار وراثي قبل التخطيط للحمل”.
وهناك احتمال أكبر لدى النساء فوق سن 35 للإصابة بمضاعفات الحمل الأخرى، مثل سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل. وبالنسبة للنساء دون سن 35 عاما، يمكن أن تكون هناك فرصة لحدوث حمل شديد الخطورة، لكن ووترز يقول إن ذلك يعتمد على عوامل الخطر المميزة لكل امرأة.
وأضاف: “حتى لو لم يكن لدى الأم أي مشاكل أو تاريخ ذي صلة، فلا يزال هناك خطر ضئيل من أن يعاني الطفل من مشكلة وراثية أو مشكلة هيكلية كامنة أو أي قلق آخر مع الطفل يمكن أن يزيد من مخاطر الحمل”.
5. الصرع
كان هناك اعتقاد خاطئ شائع في الماضي أن النساء المصابات بالصرع لا يمكن أن يكون لديهن حمل صحي لأنه سيكون خطرا كبيرا. وتقول أدريانا بيرمو أوفال، طبيبة الأعصاب في مؤسسة Rush المتخصصة في رعاية النساء المصابات بالصرع: “هذا ببساطة غير صحيح في هذا اليوم وهذا العصر”.
وفي الواقع، وفقا لمؤسسة الصرع، فإن أكثر من 90% من النساء المصابات بالصرع يحملن أطفالا أصحاء.
ويكمن مصدر القلق الآخر للنساء المصابات بالصرع هو التحكم في النوبات أثناء الحمل، والتي يمكن أن تسبب مخاطر على الطفل، مثل الصدمة الحادة ونقص الأكسجة في الدم (انخفاض مستوى الأكسجين في الدم) وإصابة الجنين والنمو داخل الرحم والولادة المبكرة وإمكانية حدوث فقدان الحمل.
ومع ذلك، تظهر الأبحاث الحديثة أنه مع الرعاية المناسبة للصرع قبل الولادة، لا يوجد خطر متزايد للنوبات أثناء الحمل أو فترة ما بعد الولادة مباشرة.