تعتبر شيخوخة الإنسان وبقية الكائنات الحية، عملية طبيعية نتيجة ضعف جميع أجهزة ووظائف الجسم، التي أهمها القدرة على التجدد ومقاومة الأمراض والإصابات.
وتشير مجلة Scientific Reportsـ إلى أنه بالطبع، لا يتوافق العمر التقويمي للشخص مع حالته الصحية دائما، لذلك هناك مفهوم العمر البيولوجي، الذي يُحدد من خلال مجموعة كبيرة من الخصائص الفردية ، التي تشمل نمط الحياة والوراثة والأداء ومؤشرات كثيرة أخرى.
وأحد أهم المؤشرات الجينية التي تحدد العمر البيولوجي للشخص هو مثيلة الحمض النووي، التي لا تؤثر في تسلسل الحمض النووي، بل في جزيئات الحمض النووي، التي “تشغل” أو “توقف” جينات معينة. وهذا يعني، أن التغيرات اللاجينية تؤدي إلى تغير في عمل الحمض النووي، دون تغيير الشيفرة الجينية.
وتعتبر مثيلة الحمض النووي، عملية تحدث بصورة متساوية ومستمرة طوال الحياة. ولكن علماء جامعة نيجني نوفغورود الروسية بالتعاون من زملائهم الأجانب، اكتشفوا أن مثيلة الحمض النووي في جسم كل شخص تجري بصورة غير متساوية.
وقد توصل الباحثون إلى هذه النتيجة، من دراستهم لبيانات تشمل 442 توأما جمعت خلال 10 أعوام وبيانات عن 729 متطوعا من السويد. واتضح لهم، أن “المسارات” الشخصية لمثيلة الحمض النووي كانت مختلفة اعتمادا على عدد من المؤشرات، مثل الوراثة والبيئة.
واستنادا إلى هذا الاكتشاف، وضع علماء من روسيا وإيطاليا وبريطانيا، نهجا جديدا لتحديد العمر البيولوجي للإنسان. وأطلقوا على سمات مثيلة الحمض النووي “مسارات الشيخوخة الفردية”.
ويقول الباحث ميخائيل إيفانتشينكو من الجامعة، “الناس مختلفون تماما. ولكن إلى الآن لم نكن نعرف كيف تؤثر هذه الاختلافات في أمراض الشيخوخة، وكيف نشيخ. لذلك من المهم للطب الشخصي فهم مسار تطور وتكيف وشيخوخة كل فرد. والنتيجة الرئيسية لهذه الدراسة، تكمن في أننا شاهدنا، أن شيخوخة الناس تختلف من فرد إلى آخر”.