اكتشف العلماء نوعين جديدين من خلايا الدماغ بعد أن قاموا بتنشيط مجموعة من الخلايا النائمة في أدمغة الفئران.
ويوفر هذا الاكتشاف رؤى جديدة حول قدرات إصلاح الدماغ وتجديده، والتي يحتمل أن تنطبق أيضاً على البشر.
وقد نُشرت نتائج الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة بازل في سويسرا، في مجلة Science في وقت سابق من هذا الشهر.
واكتشفت الخليتين، المعينتين كخلايا نجمية وخلية سلفية قليلة التغصن، بعد أن نظر فريق البحث في منطقة خلية جذعية نائمة في دماغ فأر بالغ، تُعرف باسم المنطقة البطينية تحت البطينية (ventricular-subventricular zone). وتوجد هذه المناطق في جميع الفقاريات، بما في ذلك البشر.
والخلايا المكتشفة حديثا هي أنواع من الخلايا “الدبقية”، وهي خلايا غير عصبية توجد في الجهاز العصبي ولكنها لا تنتج نبضات كهربائية ضرورية لوظيفة الدماغ. وبدلاً من ذلك، تقوم هذه الخلايا بدور داعم ووقائي في المادة الرمادية.
وقال فريق البحث: “إن تحديد نوعين غير معروفين من الخلايا الدبقية في الدماغ البالغ يسلط مزيدا من الضوء على مدى التنوع الدبقي ويفتح آفاقا لفهم دور الخلايا الجذعية العصبية والدبقية في الصحة والمرض”.
وتشير النتائج إلى أن سلوكا مشابها قد تظهره الخلايا الجذعية الخاملة في الثدييات الأخرى، بما في ذلك البشر، وفقا للباحثة المشاركة في العمل، فيونا دويتش، عالمة أحياء الخلايا الجذعية وعالمة الأعصاب في جامعة بازل.
وأضافت دويتش: “اعتاد الناس على التفكير في الخلايا الهادئة كخلايا مختبئة فقط وليست حساسة لأي إشارات. لكن في الواقع، فإن حالة الهدوء تبرز كحالة نشطة للغاية. والآن بعد أن فهمنا هذا المغير لهدوء الخلايا الجذعية في الفئران، ربما يمكننا اختبار ما إذا كان موجودا بالمثل في البشر. وما إذا كانت هذه الأسلاف قليلة التغصن موجودة في البشر، فإننا لا نعرف حتى الآن”.
وتشير النتائج التي توصل إليها الفريق أيضا إلى أن عملية تحول الخلايا الجذعية إلى خلايا دبقية، أو “تولد الخلايا” قد تستمر بشكل ملحوظ في وقت لاحق في حياة البالغين أكثر مما كان يُعتقد سابقا.
وكتبت عالمتا الأحياء كاثرين بالدوين من جامعة نورث كارولينا، وديبرا سيلفر من جامعة ديوك، اللائي لم يشاركن في البحث: “يشير هذا الاكتشاف إلى أن التولد الدبقي عند البالغين أكثر انتشارا مما كان يعتقد سابقا، ما يمهد الطريق لعلاجات تجديدية محتملة”.