الحكة بين اللذة والألم

    الحكة بين اللذة والألم

يشعر الإنسان بشعور شائع ومُزعج يدفعة الى حك جلدته بقوة وخدشها لكي يشعر بالإرتياح .. ولكن في معظم الأحيان يكون دون جدوى بل وتزعجنا كثيراً وتسبب لنا الإحراج المستمر، ما يجعلنا نفقد الاستمتاع باللحظات الجميلة وفي حين أن الخدش أو الحكة تعطى الراحة والإغاثة للحظات، لكنها يمكن أن تؤدي أيضاً إلى الإصابات والالتهابات، والعديد من العلاجات المنزلية الفعالة يمكن أن تعطيك الإغاثة من حكة الجلد ومنع المضاعفات الناجمة عن الخدش المفرط ، والملايين من المصابين بهذه الآفة حتى اليوم توصف لهم كريمات او مرطبات للتخفيف من حدة وأعراض الالتهابات الجلدية الحمراء والتشققات او التقرحات المتنوعة ، ، وغالباً ما تجعل الجلد أكثر حساسية في المستقبل ولإيقاف الحكة لا بدّ من معرفة السبب الكامن ورائها 

 غالباً الحكة ناجمة عن داء ما في الجلد كداءِ الصدفية أَو إلتهابِ الجلد أو الإكزيما أو جفاف الجلد ، أو التعرض للدغات بعض الحشرات، أو الإصابة بأحد الفيروسات ؛ كما قد يَكُون علامة لمرض داخلي، مثل مرض الكبد أَو فشل الكلية. كما تعتبر الحالة النفسية من أكثر العوامل لظهور الحكة فالتوتر والاكتئاب والضغط النفسي الإجهاد، والقلق أو المشاكل العاطفية الأخرى، وقد يكون الجلد الجاف السبب الأكثر شيوعا للحكة دون طفح جلدي. وكثير من الأشخاص أيضا يعانون من حكة من حروق الشمس بعد التعرض لفترات طويلة للأشعة فوق البنفسجية من الشمس جنبا إلى جنب مع ألم حروق الشمس. المهم عليك ان تعرف”، أن الحكة ، يمكن أن تكون بسبب العشرات من الأشياء المختلفة ، وبعضها طبيعية ويمكن تجنبها ، في حين أن البعض الآخر أكثر خطورة وقد يتطلب العناية الطبية

أسباب حكّة الجسم

الحكّة الموضعيّة

هي التي تقتصر على مكان محدّد من الجسم، وتكون نتيجةً إمّا لطفح جلدي مهما كان سببه، أو نتيجةً لحساسيّة مفرطة للأعصاب الجلديّة في تلك المنطقة أو ما يُسمّى بالحكّة العصبيّة وأسباب أخرى من الحكة التي لا تنتج  عن الطفح الجلدي أو تغييرات الجلد محددة مثل الاضطرابات الأيضية والهرمونية على سبيل المثال، أمراض الكلى، فرط نشاط الغدة الدرقية، وهناك ايضا السرطانات على سبيل المثال، سرطان الغدد الليمفاوية، وكذلك أمراض الدم

الحكة شائعة مع الحساسية، مثل الحساسية الغذائية أو أنواع أخرى من الحساسية، والحكة يمكن أن تنتج أيضا من لدغ الحشرات واللدغات مثل البعوض أو لدغة البرغوث تسبب لدغة البق والبعوض ظهور النتوءات الحمراء بشكل واضح. إذا كنت تستيقظ على وجود بقع حمراء وحكة بدون تفسير يذكر، يمكن أن يكون علامة على أن الفراش مليء بالبق ، وهي تظهر عادة على الجلد أثناء النوم، مثل الذراعين والكتفين والرقبة والوجه، كما أنها يمكن أن تسبب طفحاً جلدياً مصحوباً بحكة عند أصحاب البشرة الحساسة
ويمكنك علاج لدغات البق العادية بنفسك بوضع كريم الهيدروكورتيزون"، أما إذا كان هناك تقيحات يجب عليك مراجعة الطبيب

من أكثر الأسباب شيوعاً هي الأكزيما التي تسبب احمرار الجلد و تظهر في أماكن بعينها في الجسم مثل الكوع وخلف الفخذين. وتختلف من شخص لآخر لكنها عادة ما تسبب الحكة واحمرار وجفاف الجلد

الحكة الجلدية والتناسلية

الصدفية

هى السبب المزمن لالتهاب الجلد التي يمكن أن تترافق أيضا مع الحكة، وهو مرض التهاب مزمن في الجلد الذي يبدأ عادة في مرحلة الطفولة، ويكون معه الحكة، الطفح الجلدي، وسماكة الجلد

 العدوى وإصابات الجلد هي سبب آخر للحكة، فالحكة التناسلية أو الحكة الشرجية،  يشار إليها أحيانا بالحكة الأنثوية، والأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي يمكن أن تسبب الألم والتي تحدث نتيجة إلتهابات الأعضاء التناسلية مثل الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسى

الجرب هو حالة حكة للجلد شديدة العدوى والتي من المعروف أن يسبب حكة شديدة بشكل خاص في الليل

بالإضافة إلى أسباب أكثر خطورة ، مثل تليف الكبد ، وحصى المرارة ، والتهاب الكبد ، وأمراض الكلى ، والحمى القرمزية أو العدوى الطفيلية ، وغيرها الكثير

التحسس الناجم عن تلامس المعادن وخاصةً المجوهرات التي تتزين بها النساء

وعموما يعتمد التشخيص على فحص اختصاصي الجلدية لجلد المريض ويشمل ذلك توجيه بعض الاسئلة للمريض تتعلق بالحكة وحدثها وأوقاتها ومكانها في الجلد، وفي بعض الحالات يمكن أخذ عينة من الجلد للفحص المجهري (الميكرسكوبي)، وفي حالات الشك بوجود مرض فطري أو أي أمراض أخرى معدية، وبعض الحالات تستدعي اجراء فحص دم وفي الحالات المزمنة والغير واضحة يمكن أخذ خزعة من الجلد لمعرفة السبب

طفح الحرارة
يسبب النتوءات الحمراء والحكة يصاحبه تنميل في الجسم، وعادة ما يظهر حول الرقبة أو في مناطق أخرى حيث يحاصر العرق تحت المسام المسدودة، كما يظهر الطفح الحراري في أشكال مختلفة، في بعض الأحيان يظهر على شكل بثور واضحة صغيرة، و يُعد الطفح الجلدي أمرا شائعا في الطقس الحار والرطوبة.

الحساسية من الغذاء أو الدواء
تناول الغذاء أو الدواء يمكن أن يسبب الحساسية والطفح الجلدي والاحمرار والحكة، الفرق مع هذا النوع من الحساسية هو أن الطفح الجلدي يظهر في أي مكان على جسمك، في شكل نتوءات حمراء كبيرة عند ملامسة الجلد ما يسبب الطفح، وتعتبر الحساسية للأطعمة والأدوية خطيرة للغاية، وفي هذه الحالة يوصى بمراجعة الطبيب

حساسية الشمس
النوع الأكثر شيوعاً هو التسمم بأشعة الشمس، حيث يحرص الكثير من الناس على التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة في فصل االصيف، ما ينتج عنه الطفح الجلدي والاحمرار والحكة
يصدر جسمك ردة فعل مفاجئة عند التعرض المباشر للشمس، وعادة ما يحدث في الذراعين أو غيرها من الأماكن التي يتم تغطيتها لعدة أشهر ثم تتعرض فجأة لأشعة الشمس

    يمكن لبعض المواد أو الاغراض الموجودة في البيئة من حولك ان تتسبب لك برد فعل تحسسي يظهر على بشرتك على شكل طفح جلدي مصحوب بحكاك

 ونعني بها

بعض مواد التنظيف. الملابس، لاسيما تلك المصنوعة من البوليستر الشراشف واغطية الوسادات التي مرّ وقت طويل على غسلها

تأكد  من طعامك قبل ساعتين او ثلاث ساعات على الاكثر من ظهور الحكة والطفح الجلدي، إذ يعقل ان تكون وجبتك هي السبب. هل لاحظت تطور الطفح لديك على اثر استهلاك غذاء محدد علل هذا السؤال جيداً لاسيما ان ترافق انتشار الطفح الجلدي لديك بتعطيس مفاجئ وصداع معتدل وحكة في الحلق

من بين الاطعمة التي يمكن ان تسبب لك حساسية مفاجئة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر

الاطعمة المعالجة، على شاكلة المخللات والمعلبات. القهوة البيضاء. الحليب ومشتقاته، وفي طليعتها الجبنة الفاكهة والخضار المرشوشة بمبيدات ومواد كيمائية

  الأشخاص الأكثر عرضةً للحكّة

من الممكن أن يُصاب أيُّ شخص بالحكّة، ولكن هناك مجموعة من الأشخاص معرّضون أكثر من غيرهم للإصابة بها وهم

• الأشخاص المُصابون بالحساسيّة الموسميّة، الربو، أو الأكزيما
• الأشخاص المُصابون بداء السكري
• الأشخاص المُصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، أو المصابون بمختلف أنواع السرطانات
• النّساء الحوامل
• الأشخاص الأكبر سنّاً

       دواعي مراجعة الطبيب

     من الضروري مراجعة أخصّائي الأمراض الجلديّة في الحالات التالية

   الحكّة المستمرّة لأكثر من أسبوعين ولا تتحسّن مع العناية الذاتيّة بالجلد.

  إذا كانت الحكّة شديدة وتؤثّر على الحياة اليوميّة أو على النّوم.

إذا كانت تؤثّر على الجسم بأكمله.

إذا أتت الحكّة مصاحبةً لأعراض أخرى؛ كالتعب الشديد، أوفقدان الوزن، أو تغيّرات في الإخراج أو التّبول، أو حرارة، أو احمرار في الجلد.

وهناك أمراض جلدية كثيرة تسبب الحكة وأحياناً لا تظهر على سطح الجلد بوضوح، لذا فعلى المريض اعطاء معلومات أكثر دقة حول امور هامة تساعد على معرفة سبب الحكاك مثل

هل يشكو المريض من وجود شامة أو شامات أو أي ورم جلدي يسبب الحكة.
هل الحكة مصحوبة بأي بثور أو أعراض جلدية أو احمرار.
هل الحكة حدثت بشكل مفاجئ وهل شملت بعض أو كل الجلد.
هل الحكة توقظك من النوم أو تسبب ازعاجاً أو اكتئاب..

     علاج الحكّة

    إيجاد السّبب الرئيسي للحكّة ومعالجة أية أمراض جلديّة يُعتبران الخطوة الأولى للتخلّص من الحكّة. وكذلك عند الاشتباه بوجود تفاعل ضد دواء معيّن يجب  التحويل لدواء آخر. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ أفضل طريقة لمنع الحكّة هي العناية بالجلد ثم علاجه، مثلا علاج الجرب يكون بتطبيق دهون موضعي ليومين متتاليين فقط، وعلاج الشرى الناجم عن التحسس لطعام ما يكون باجتناب ذلك الطعام

بالإضافة إلى المعالجات النوعية وفي الحالات مجهولة السبب، تعطى أدوية مهدئة للحكة تدعى مضادات الهيستامين، وهي تتألف من جيلين أو مجموعتين، الأولى تسبب النعاس والتركين لذا يتم وصفها مساء، ويحتاج المريض إلى الابتعاد عن قيادة السيارة والأعمال الآلية الخطرة، أما الثانية فلا تسبب التركين وتستخدم بشكل أساسي في حالات الشرى، وقد تشارك مع أدوية المجموعة الأولى

يجب تطبيق المطريات كالفازلين خصوصا بعد الاستحمام لترطيب الجلد، إذ كثيرا ما يكون جفاف الجلد عاملا مساهما في حدوث الحكة خصوصا لدى المسنين ومرضى القصور الكلوي المزمن وقصور الغدة الدرقية

تزداد الحكة عموما في الجو الحار لذا ينصح بارتداء ملابس خفيفة والحفاظ على برودة لطيفة لجوّ المسكن والعمل، كما أن إجراء دوش بالماء البارد يساعد كثيرا في تخفيف الشعور بالحكة

استخدام الكريمات والمستحضرات لترطيب الجلد  وبالتالي تمنع جفافه.عن طريق الماء البارد  إما عن طريق تشغيل مياه فوق المنطقة المصابة أو وضع منشفة نظيفة باردة على الجلد.او مكعبات الثلج في كيس من البلاستيك لمنع الرغبة بالخدش كما يجب تجنب تعرض الجسم أو المنطقة المُصابة بالحكة للماء الساخن لأن هذا يثير من حدّة الحكة الجلدية ويؤدي الى تهيج البشرة

استخدامالكريمات الواقية من الشّمس لمنع حروق الشّمس وضرر الجلد

استخدام صابون الاستحمام الخفيف الذّي لا يُسبب تهيّج الجلد.

استخدام صابون خفيف مثل صابون الأطفال.
عدم استخدام الليفة والمساج.
تنشيف الجلد المبلل بطريقة ناعمة.
دهن مرطب بعد الحمام وهذا يمكن أن يشمل المراهم الطبيعية

يفضل استخدام المرطبات الشحمية مثل الفازلين وتجنب المرطبات الكريمية التي تحتوي على روائح ومواد حافظة أكثر والتي تعطي الجلد رطوبة ونعومة أكثر.الاستخدام المنظم للمرطبات يساعد في منع جفاف الجلد

تجنب الحك بقدر الامكان وذلك بتغطية المكان المصاب بالحكة إذا كنت لاتستطيع منع نفسك من الحك وقص اظفارك.

تجنّب استخدام أقمشة معيّنة بالأخص الصوف والأقمشة الصناعيّة التي تسبب الحكّة، والاستعاضة عنها بالقطن. ان ارتداء الملابس التي تحتك بالجسم يتسبب في الحكة والطفح الجلدي، "يحدث بمجرد احتكاك النسيج والتصاقه بالجلد المتعرق، لذا عندما يحدث طفحاً جلدياً يصاحبه حكة عليك بتغيير نوع القماش، وليكن من القطن فهو الخامة المثالية لك"

أطعمة لمعالجة الحكة

دقيق الشوفان: دقيق الشوفان معروف بفوائده الغذائية ولكنه أيضا يتمتع بخصائص جمالية، فالعديد من أنواع الصابون والمستحضرات التي تعمل على تهدئة وترطيب الجلد تحتوي في تركيبتها على دقيق الشوفان. لذا يمكن للمصاب بداء الحكة أن يضيف دقيق الشوفان إلى الماء البارد لنقع االأمكان التي تعاني من الحكة

الصبار: إنّ الصبار من النباتات الطبيعية الغنية بمادة الهلام الفعالة لعلاج الكثير من المشاكل الجلدية ولعل أبرزها الحكة الجلدية، حروق الشمس ولدغات الحشرات والبعوض،. تقصّ أوراق الصبار لاستخراج الهلام وفرك المنطقة المُصابة

استخدام صودا الخبز، وهو علاج منزلي شائع جداً يساعد في التخلص من الحكة واحمرار الجلد، واستخدامه سهل، حيث يتم إضافة كوب من صودا الخبز إلى وعاء مملوء بالماء البارد، ويخلط جيداً، ويوضع على الجسم لمدة نصف ساعة، بعد ذلك يفرك الجلد بفوطة نظيفة

  يحتوي الليمون على أحماض الستريك والاسيتيك، والتي لها خصائص مطهرة ومخدرة ومضادة للالتهابات ومضادة للتهيج

خل التفاح يحتوى على مطهر، ومضاد للحكة وللفطريات وله خصائص مضادة للجراثيم التي تساعد على التخلص من الحكة

وهناك العديد من الزيوت الأساسية لعلاج الحكة ،مثل زيت الورد يساعد فى تقليل حكة الجسم كما أنه يساعد فى انبساط العضلات

 ولا بد من التاكيد أخيرا على اهمية عدم الخدش، فذلك سيؤدي الى تأزم الحكة والى ظهور التهابات وتأخير عملية الشفاء لذا يجب التعامل مع الحكة الجلدية بحذر شديد من خلال تجنب الخدش، وارتداء الملابس القطنية الفضفاضة، تقليم الأظافر بشكل مستمر. والحكة عرضاً جلدياً شائعاً، تعرض له كل شخص خلال فترة من فترات حياته.وغالباً ما تكون  الحكة عرضية لا تستدعي زيارة الطبيب، ولكن إذا كانت متكررة ورافقتها ظهور حبوب وطفح جلدي ومؤلمة، عندها لا بد من اللجوء للطبيب لمعرفة السبب وتلقي العلاج المناسب