يرفض معظم الناس فكرة الاستحمام البارد، ولكن ليس أولئك الذين ينحدرون من دول الشمال، حيث يعد الغطس في الماء البارد هواية شعبية في السويد والدنمارك والنرويج.
وفي حديثه عبر “بودكاست”، Just One Thing، كشف الدكتور مايكل موسلي كيف أن الاستحمام البارد يمكن أن يمنح “نظام المناعة لدينا بعض القوة”.
ولدعم حجته، استشهد بتجربة عشوائية محكومة أجريت في هولندا.
وتمثل الهدف من هذه الدراسة في تحديد التأثير التراكمي للاستحمام البارد الروتيني على المرض ونوعية الحياة وإنتاجية العمل.
واختُبر 3018 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما من دون أمراض مصاحبة شديدة (وجود مرضين أو أكثر أو حالات طبية)، وعدم وجود تجربة روتينية للاستحمام البارد إلى دش (ساخن إلى بارد لمدة 30 و60 و90 ثانية)، أو مجموعة التحكم خلال 30 يوما متتاليا متبوعا بـ 60 يوما من الاستحمام بماء بارد.
كما تم تسجيل جودة الحياة وإنتاجية العمل والقلق والإحساس الحراري وردود الفعل السلبية.
ولاحظ الباحثون انخفاضا بنسبة 29% في الغياب المرضي لنظام الاستحمام (من الماء الساخن إلى البارد) مقارنة بالمجموعة الضابطة.
وبالنسبة لأيام المرض، لم يكن هناك تأثير كبير للمجموعة ولم يُبلّغ عن أي أحداث سلبية خطيرة ذات صلة.
وخلص الباحثون إلى أن “الاستحمام الروتيني (من الماء الساخن إلى البارد) أدى إلى انخفاض إحصائي في الغياب المرضي المبلغ عنه ذاتيا، ولكن ليس أيام المرض لدى البالغين غير المصابين بأمراض مصاحبة شديدة”.
الفوائد الصحية الأخرى للاستحمام البارد
وبالإضافة إلى تعزيز صحتنا الجسدية، قد يؤدي الاستحمام بماء بارد إلى تحسين صحتنا العقلية.
ونُشر البحث في الدليل الذي يربط بين الاستحمام البارد وتخفيف الاكتئاب، في مجلة Elsevier. ومن المعروف أن التعرض للبرد ينشط الجهاز العصبي الودي.
ويُعتقد أن الاختلالات في الجهاز العصبي الودي تكمن وراء حالات الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب والتوتر المزمن.
وبالإضافة إلى ذلك، نظرا للكثافة العالية لمستقبلات البرد في الجلد، من المتوقع أن يرسل الاستحمام البارد كمية هائلة من النبضات الكهربائية من نهايات الأعصاب الطرفية إلى الدماغ، ما قد يؤدي إلى تأثير مضاد للاكتئاب.
وأظهرت الاختبارات العملية التي أجراها عدد ضئيل إحصائيا من الأشخاص، الذين لم تظهر عليهم أعراض كافية لتشخيص إصابتهم بالاكتئاب، أن المعالجة المائية الباردة يمكن أن تخفف أعراض الاكتئاب بشكل فعال إلى حد ما.
وكتب معدو الدراسة أن العلاج له “تأثير مسكن” كبير ولا يبدو أن له آثارا جانبية ملحوظة .
ومن المهم ملاحظة أن هناك حاجة لدراسات أكثر صرامة لاختبار صحة الفرضية.